-->

هواوي تنشئ شركة جديدة للتهرب من العقوبات الأميركية… هل تنجح في السوق العالمي؟

هواوي تنشئ شركة جديدة للتهرب من العقوبات الأميركية… هل تنجح في السوق العالمي؟

هواوي هي شركة صينية عملاقة في مجال الاتصالات والتكنولوجيا، ولكنها تواجه صعوبات كبيرة بسبب العقوبات الأميركية التي تحرمها من الوصول إلى التقنيات الحيوية مثل الرقائق والبرمجيات والخدمات. وقد أثرت هذه العقوبات بشكل سلبي على أعمال هواوي في مجال الهواتف الذكية، وأدت إلى انخفاض مبيعاتها وحصتها السوقية عالميا. وللتغلب على هذه المشكلة، قامت هواوي باتخاذ عدة خطوات، منها بيع علامتها التجارية الفرعية (هونر) إلى مجموعة من المشترين، وإنشاء شركة جديدة باسم (هونغمنغ) لتطوير نظام تشغيل خاص بها.

هونر هي علامة تجارية متوسطة السعر، كانت تابعة لهواوي، وحققت نجاحا في بعض الأسواق، خاصة في الصين والهند وأوروبا. ولكن بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على هواوي في مايو 2020، لم تستطع (هونر) الحصول على المكونات والخدمات اللازمة لإنتاج هواتفها الذكية، مثل الرقائق من شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات، ونظام أندرويد من قوقل، وأجهزة المودم من كوالكوم. ولذلك، قررت هواوي بيع “هونر” إلى مجموعة من المشترين، بما في ذلك حكومة شنتشن، المدينة الواقعة جنوب الصين حيث يقع المقر الرئيسي لهواوي، في نوفمبر 2020، مقابل 15.2 مليار دولار. وهذا البيع حرر “هونر” من العقوبات الأميركية، وسمح لها بمواصلة العمل بشكل طبيعي، والحصول على المكونات والخدمات من الموردين العالميين. وقالت “هونر” إنها تخطط لطرح أسهمها للاكتتاب العام في العام المقبل، لزيادة رأس مالها وتوسيع نطاق أعمالها.

هونغمنغ هي شركة جديدة أنشأتها هواوي في يونيو 2021، لتطوير نظام تشغيل خاص بها، يسمى (هارموني أو إس) أو “هونغمنغ أو إس” بالصيني. وهذا النظام هو بديل لنظام أندرويد، الذي لم تعد هواوي قادرة على استخدامه بسبب العقوبات الأميركية. وقالت هواوي إن نظامها الجديد هو نظام متعدد المنصات، يمكن تشغيله على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والحواسيب والساعات الذكية والتلفزيونات وغيرها من الأجهزة الذكية. وقالت هواوي إن نظامها الجديد يوفر تجربة مستخدم سلسة وموحدة وآمنة وفعالة، ويدعم التطبيقات والخدمات المختلفة، ويتوافق مع المعايير العالمية. وقالت هواوي إنها تهدف إلى جعل نظامها الجديد مفتوح المصدر، ومتاح للمطورين والشركاء والمستخدمين.

هذه الخطوات تظهر مدى جهود هواوي للتكيف مع الظروف الصعبة التي تواجهها بسبب العقوبات الأميركية، وللحفاظ على مكانتها كشركة رائدة في مجال الاتصالات والتكنولوجيا. ولكن هذه الخطوات لا تخلو من التحديات والمخاطر، فهواوي تحتاج إلى إثبات قدرة نظامها الجديد على المنافسة مع نظام أندرويد، وإلى جذب المطورين والشركاء والمستخدمين إلى منصتها الجديدة. كما أن هواوي تحتاج إلى مواجهة المنافسة الشديدة من شركات أخرى في مجال الهواتف الذكية، مثل أبل وسامسونغ وشاومي وغيرها. ولذلك، فإن مستقبل هواوي في مجال الهواتف الذكية لا يزال غير مؤكد، ويتوقف على قدرتها على الابتكار والتميز والتعاون.

في الختام، يمكن القول إن هواوي تسعى إلى الحفاظ على مكانتها كشركة رائدة في مجال الاتصالات والتكنولوجيا، رغم العقوبات الأميركية التي تواجهها. ولذلك، قامت هواوي بإنشاء شركة جديدة باسم “هونغمنغ” لتطوير نظام تشغيل خاص بها، يسمى “هارموني أو إس” أو “هونغمنغ أو إس” باللغة الصينية. وهذا النظام هو بديل لنظام أندرويد، الذي لم تعد هواوي قادرة على استخدامه بسبب العقوبات الأميركية.

ومن المتوقع أن يكون هذا النظام الجديد فرصة لهواوي لاستعادة جزء من حصتها السوقية في مجال الهواتف الذكية، ولتوسيع نطاق أعمالها في مجالات أخرى، مثل الأجهزة اللوحية والحواسيب والساعات الذكية والتلفزيونات وغيرها من الأجهزة الذكية. كما أن هذا النظام الجديد قد يجذب المطورين والشركاء والمستخدمين الذين يبحثون عن بديل لنظام أندرويد، أو الذين يرغبون في تجربة نظام جديد ومبتكر.

ولكن هذا لا يعني أن هواوي ستتمكن من الدخول إلى السوق الأميركي بسهولة، فالولايات المتحدة لا تزال تعتبر هواوي تهديدا للأمن القومي، وتحاول منع حلفائها من التعامل معها. ولذلك، فإن هواوي تحتاج إلى إثبات أن نظامها الجديد لا يحتوي على أي باب خلفي أو تجسس أو تلاعب، وأنه يحترم خصوصية وأمن المستخدمين. كما أن هواوي تحتاج إلى مواجهة المنافسة الشديدة من شركات أخرى في السوق العالمي، مثل أبل وسامسونغ وشاومي وغيرها، اللواتي يستخدمن نظام أندرويد أو نظام آي أو إس.

وبالتالي، فإن مستقبل هواوي أو الشركة الجديدة لا يزال غير مؤكد، ويتوقف على قدرتها على الابتكار والتميز والتعاون. وهذا يتطلب من هواوي أن تكون حذرة ومسؤولة وشفافة في تعاملها مع القضايا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وأن تحافظ على مبادئ وقيم الشركة، وهي أن تكون الاتصالات والتكنولوجيا مفتوحة ومتاحة للجميع، وأن تخدم مصلحة البشرية وليس ضدها.